فتحت عيني ذات صباح باكر جدا
لأرى أمام عيني منظرا حالما جميلا
لا أعلم في أي مكان أو زمان أنا
كل ما أعرفه أن فوقي سماء زرقاء صافيه
وتغريد الطيور لحن رقيق في أذني
يدغدغ كل كياني
فرأيت سنابل القمح الذهبية تمتد لتلامس الأفق البعيد
وهي تتراقص بنعومة مع النسيم العليل
وفي البعيد تقف الجبال شامخة صلبه
مرتدية لباسا من الربيع الدائم الاخضرار أبدا
وفجأه ..
دفعني هاجس ملح للركض
فشققت طريقي عبر السنابل ضاحكا أسابق الفراشات
الأرض ندية ناعمة تحت قدمي العاريتين
إنه شعور جميل لم يسبق أن شعرت به من قبل
فلقد شعرت بالحريه والسعادة والأمان
وقد تعالت ضحكاتي لتشارك الطيور في معزوفة الحياة
رحت أركض وأركض ولا أعلم إلى أين مقصدي
ولكن قلبي كان يخفق بسرعة بين أضلعي
ينشد مكانا غامضا خلف الأفق ..
كان هناك صوت قادم من أعماقي يحثني على متابعة طريقي
واعدا بأن ما يبتغيه قلبي وتتمناه روحي ليس ببعيد عن متناولي
كان الصوت يمنيني بأماني لم أكن لأصدق بأنها ستتحقق يوما
ولكنني ما أن لبثت حتى وجدت نفسي أقف أمام بحيرة صغيره تتلألأ مياهها بعذوبه
لم أكن أتوقع وجودها في هذا المكان
ولكنها لم تكن هي التي سرقت
أنفاسي وجعلت نبض قلبي يتسارع بجنون حتى كاد يقف تماما
لا ليس هذا ..
فقد رأيت منظرا يستحيل وجوده في أي حلم مهما كان جميلا
إنه شيء لا يستطيع أن يصوره أبدع خيال
ولا أن ترسمه أبرع ريشه
لقد رأيتك ياحبيبتي
ياملاكي
يا اسيرة حلمي
نعم أنت
واقفة بكل شموخ
تنظرين إلي بعينيك الآسرتين وابتسامتك الدافئة العذبة ترحبين بي
أخذت أنظر إليك غير مصدقا عيناي
غير قادر على أن أطرف بجفني
خائف من أن تتلاشى صورتك من أمامي
ومددتي لي يديك لأشعر بدفئك لتلامس روحي روحك
خطوت للأمام وعيني معلقتين بعينيك
وتلامست أناملنا
فشعرت بأنفاسي تعود إلي
وعندما شعرت بنبضات قلبك علمت أنني قد وصلت أخيرا إلى بر الأمان
علمت أنني لن أشعر بالحزن ولا بالخوف بعد الآن
احتضنتك بقوة
وأطلقت تنهيدة قادمة من أعماق روحي
لأنني علمت بأنك مقصدي ومبتغاي
علمت بأنك أجمل وأعذب أمنية كنت أسعى جاهدا لتحقيقها طوال عمري
ولم تتحقق الا في حلمي